مراه ومنوعات

"اليوم العالمي للمرأة" محطة للتأمل والتغيير

“اليوم العالمي للمرأة” محطة للتأمل والتغيير

كتبت يارا زرزور 

كل عام، يأتي 8 مارس ليذكرنا بأن النساء في كل بقاع العالم ما زلن يناضلن من أجل حقوقهن، من أجل فرص متساوية، ومن أجل عالم لا يُقيِّد أحلامهن بمعايير مجتمعية قديمة، لكنه ليس مجرد يوم لتبادل التهاني أو نشر العبارات الداعمة، بل هو محطة لمراجعة أين نحن الآن؟ وإلى أين نريد أن نصل؟

 

كثيرًا ما تُعامل قضايا المرأة وكأنها شؤون هامشية أو “ملفات نسائية” منفصلة عن القضايا الأساسية للمجتمع. لكن الحقيقة أن أي قضية مجتمعية – من الاقتصاد إلى التعليم إلى التكنولوجيا – هي قضية نسوية أيضًا، المرأة ليست فئة منفصلة عن المجتمع، بل هي نصفه الفاعل والمؤثر.

 

حين نتحدث عن البطالة، لا يمكن تجاهل أن النساء يواجهن تحديات مضاعفة في سوق العمل، وحين نناقش التطور التكنولوجي، لا بد أن نسأل هل للمرأة نفس الفرص لدخول مجالات الذكاء الاصطناعي والبرمجة كما يحصل الرجال؟ وحين نحتفي بالقيادات الناجحة، علينا أن نتساءل هل تمتلك كل امرأة الفرصة نفسها للوصول إلى مواقع صنع القرار؟

 

اليوم العالمي للمرأة ليس مجرد يوم لشراء الورود أو نشر منشورات داعمة، بل هو مناسبة للتفكير العميق في واقع النساء، في بعض الدول، لا تزال النساء محرومات من حقوق أساسية مثل التعليم، العمل، وحتى حرية اختيار حياتهن، وفي أماكن أخرى، تواجه النساء تمييزًا خفيًا يجعل نجاحهن أكثر صعوبة، سواء من خلال فجوة الأجور، أو التحيز في الترقية، أو غياب بيئة عمل آمنة.

 

أن تكوني امرأة ناجحة اليوم يعني أنكِ غالبًا واجهتِ تحديات مضاعفة، وأثبتِ نفسك في بيئة لم تُصمَّم أصلًا لدعمك، لكن هل من الضروري أن يكون الأمر بهذه الصعوبة؟

 

الاحتفاء بالنساء الناجحات أمر مهم، لكنه ليس كافيًا، المطلوب هو ضمان أن النجاح ليس امتيازًا استثنائيًا للبعض، بل خيارًا متاحًا للجميع. وهذا لن يتحقق إلا عندما تُعدل القوانين لضمان بيئة عمل عادلة وآمنة للنساء، ونغير الثقافة المجتمعية التي تقيِّد اختيارات المرأة بمفاهيم قديمة عن دورها وحدود إمكانياتها، وندعم النساء في الأدوار القيادية والسياسية، ليس فقط بالكلام، بل بالمناصب الفعلية.

 

اليوم العالمي للمرأة هو تذكير بأن النضال لم ينتهِ، وأن كل امرأة تلهم أخرى، وكل خطوة تُؤخذ اليوم تُمهد الطريق لمن بعدها، فهل نكتفي بالاحتفال، أم نحول هذا اليوم إلى قوة دافعة للتغيير الحقيقي؟

“اليوم العالمي للمرأة” محطة للتأمل والتغيير"اليوم العالمي للمرأة" محطة للتأمل والتغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى